..

تاريخ هاواي

جاء البولينيزيون إلى جزر هاواي في قوارب عملاقة من جزر المحيط الهادئ الأخرى منذ نحو ألفي سنة، ونزل القائد جيمس كوك، وهو من البحرية البريطانية على تلك الأرض في الثامن عشر من شهر يناير عام 1778م، حيث اتجر مع سكان جزر هاواي الذين اعتبروه رئيسًا مهيـبًا ذا قدرات سماوية خارقة.

painting by native hawaiian artist herb kane in his 1991 book voyages depiction of capt james cook approaching hawaiian shores in 1778
وتبع قدوم كوك إلى تلك الأرض تجار آخرون كثيرو العدد، حاملين معهم المواشي والمصنوعات والمزروعات من الأقطار الأخرى، وفي أوائل القرن التاسع عشر، مات العديد من سكان جزر هاواي بسبب الأمراض التي وفدت إليهم من بلدان أخرى من العالم.
وقد حكم الجزر في الفترة التي قضاها كوك زائرًا، فئة من الرؤساء المحليين، ومنهم كاميها ميها حيث تغلب عليهم، وصارت إليه السيادة على جزر هاواي كلها بعد حرب طاحنة، بدأت عام 1782م، ودامت عشر سنوات استولى فيها على الجزر الرئيسية الأخرى ووحدها. ثم خدم الرؤساء المحليون الآخرون البلاد بوصفهم محافظين تحت حكم الملك كاميها ميها الأول ملك مملكة هاواي.
وبين عامي 1811م و1880م، قامت هاواي بشحن كميات كبيرة من خشب الصندل إلى بلاد الصين، وقد وفرت النقود التي جنتها من تلك التجارة مصدراً رئيسياً من الدخل للملك كاميها ميها الأول، ولملكين آخرين من بعده لجزر هاواي.
وفي أوائل القرن التاسع عشر، أقبلت مئات من سفن صيادي الحيتان وكانت معظمها من الولايات المتحدة الأمريكية زائرين البلاد كل عام. وقد شكلت مبيعات التموين لتلك السفن أكبر عائد من المال لسكان هاواي حتى ستينيات القرن التاسع عشر.
وفي عام 1819م، تولى ابن كاميها ميها الأول، ليهوليهو الملك باسم: كاميها ميها الثاني، وما لبث الملك الجديد أن ألغى الديانات المحلية في هاواي، حتى إذا جاء العام1820م، كان قد تم تحويل معـظم سكان جزر هاواي إلى الدين النصراني على يد البعثات التنصيرية البروتستانتية والمدرسين من الولايات المتحدة.

Captain Cook’s second voyage, off the coast of Poipu January 19, 1778. He was 55ish and at that age when things disorderly start to wrankle beyond all sense of proportion. He was

وما لبثت أن وصلت إلى هناك البعثات التنصيرية من الرومان الكاثوليك وكان ذلك في عام 1827م، غير أن السكان ردوهم على أعقابهم عام 1831م، وزجوا بالكثيرين ممن اعتنقوا الدين الكاثوليكي من أهل الجزر في السجون، بيد أنه في شهر يوليو عام 1839م، حاصرت سفينة فرنسية مدينة هونولولو، حتى وافقت الحكومة على إطلاق سراح السجناء ومنح حرية عبادة الدين الكاثوليكي للشعب في هاواي. ومنذ عام 1854م حتى عام1872م، أصبحت تلك الجزر بوتقة ينصهر فيها شعوب من شتى الدول. وإذ لم يف السكان بحاجة مزارع السكر، جلب أصحاب تلك المزارع العمال من البلدان الأخرى.
وفي عام 1874م، ارتقى عرش هاواي الملك كالاكاوا الملقب بالملك المرح. وإبان حكمه، عادت إلى الحياة في هاواي الموسيقى الشعبية المعروفة بالهولا، وبصحبتها الكثير من العادات الوطنية المألوفة في هاواي، والتي كان الحكام السابقون قد أوقفوها بناء على طلب بعثات التنصير النصرانية.
وفي حكم كالاكاوا أيضًا، صارت زراعة قصب السكر صناعة كبرى، وقام زُرّاع قصب السكر بشحن معظم محصولهم إلى الولايات المتحدة، أما صناعة الأناناس في هاواي، فقد بدأت بعد أن تم شحن ألف شجرة منه إلى هناك عن طريق جامايكا، وكان ذلك نحو عام 1885م.
وفي عام 1893م، قامت في البلاد ثورة لم يُرق فيها نقطة دم واحدة، قادها تسعة أمريكيين وبريطانيان وألمانيان، أقصت الملكة ليليوكلاني عن العرش وكونوا من أنفسهم ومن أتباعهم جمهورية في هاواي، وقام مديرو المؤسسات التجارية من الأمريكيين بالإشراف على الجمهورية الجديدة، لكنه ولأسباب تجارية محضة، أراد هؤلاء المديرون أن تصبح تلك الجزر أرضاً أمريكية، وبحلول عام 1898م ورغم بعض المعارضة من سكان هاواي، قامت الولايات المتحدة بضم هاواي، وعدّتها إحدى ممتلكاتها، وفي عام 1900م، صارت هاواي أرضًا أمريكية.
وقبيل الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918م ) شرعت البحرية الأمريكية في بناء قاعدة بحرية كبيرة في بيرل هاربر، وهي التي هاجمتها اليابان في السابع من شهر ديسمبر عام 1941م، لتزج بالولايات المتحدة الأمريكية في خضم الحرب العالمية الثانية.
وكان أول مشروعات القوانين الخاصة بتنظيم الولايات قد قدم إلى مجلس النواب الأمريكي عام 1919م. وأخيرًا وفي عام 1959م، أصبحت هاواي أحدث ولاية في الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي الستينات من القرن العشرين، ازداد عدد السكان في هاواي وازدهر اقتصادها، أما الصناعة فقد اشتد عودها وترعرعت في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات، كذلك ازدهرت الصناعة المسماة أقواكلنتر
وهي تجارة تربية الحيوان وتنمية النباتات المائية. ولكي تقلل هاواي من اعتمادها على النفط، تطلعت إلى تطوير وتنمية مصادر بديلة للطاقة مثل الطاقة الشمسية، وقوة الرياح.

0 التعليقات:

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More