..

من معجزات يوم مولد الرسول صلى الله عليه وسلم و نشأته و شبابه

باشراق شمس الهداية بمولد الهادي البشير نور الحق النبي  صلى الله عليه وآله وسلم بجوف مكة بالشعب وقيل بالدار التي عند الصفا وكان مولده صلي الله عليه و سلم  عام الفيل  العام الذي حاول فيه  أبرهة  و جيشه هدم الكعبة المشرفة  فأرسل الله عليهم طيراً أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل  أهلكتهم
شهد يوم ميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم الكثير من المعجزات و مما ذكر رأت السيدة آمنة حين حملت بالنبي صلى الله عليه  وسلم أنه خرج منها نور أضاء لها قصور بصري من أرض الشام  وقالت والله ما رأيت من حمل قط كان أخف ولا أيسر منه .وجاءتها آلام المخاض فكانت وحيدة ليس معها أحد ولكنها شعرت بنور يغمرها من كل جانب، وخيل لها أن "مريم ابنة عمران"، "وآسية امرأة فرعون"، و"هاجر أم إسماعيل" كلهن بجنبها، فشعرت بالنور الذي انبثق منها، ومن ثم وضعت وليدها كما تضع كل أنثى من البشر. وعندما ولدت السيدة آمنة رأت أم عثمان بن العاص وأم عبد الرحمن بن عوف اللتان باتتا عندها ليلة الولادة قلن: رأينا نوراً حين الولادة أضاء لنا ما بين المشرق والمغرب ووقع حين ولدته وإنه لواضع يديه بالأرض رافع رأسه إلى السماء. وتكررت الرؤى عند "آمنة" وسمعت كأن أحد يقول لها: "أعيذه بالواحد من شر كل حاسد ثم تسميه محمدًا".
وذكر أن "فاطمة بنت عبد الله" أنها شهدت ولادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقالت: "فما شيء أنظر إليه من البيت إلا نور وإني لأنظر إلى النجوم تدنو حتى إني لأقول لتقعن عليَّ".
وروى أنه صلى الله عليه وآله وسلم ولد معذورًا مسرورًا، أي مختونًا مقطوع السرة، وأنه كان يشير بإصبع يده كالمسبّح بها.
وبعد أن وضعته السيدة آمنة أرسلت إلى جده عبدالمطلب: أنه قد ولد لك غلام فاته فانظر إليه. فأتاه فنظر اليه وأخذه فدخل به الكعبة فقام يدعو الله ويشكر له ما أعطاه ثم خرج به إلى أمه فدفعه إليها. وسماه محمدًا، وهذا الاسم لم يكن العرب يألفونه، فسألوه: لم رغب عن أسماء آبائه؟ فأجاب: أردت أن يحمده الله في السماء، وأن يحمده الخلق في الأرض.
وروي أن عبدالمطلب ختنه يوم سابعه وجعل له مأدبة. وروي أن جبريل عليه السلام ختنه حين شق صدره.
وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله: "من كرامتي علي ربي أني ولدت مختونا ولم ير أحد سوأتي".
ولما كان الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ارتج إيوان كسرى وسقطت منه أربع عشرة شرفة وكان في هذا إشارة إلى أنه سيملك الفرس أربعة عشر ملكًا بعدد ما سقط من الشرفات، فملك منهم عشرة ملوك بعد كسرى في أربع سنين، وملك الباقون إلى إمارة عثمان رضي الله عنه حتى سقطوا جميعًا.
كما تهاوت الاصنام المنصوبة في الكعبة وحولها، وانكبت على وجوهها. وغاضت بحيرة ساوة التي كانت تسير فيها السفن وجف ماؤها، وخمدت نار فارس، ولم تخمد قبل ذلك ألف سنة.
ومن الآيات التي ظهرت لمولده صلى الله عليه وآله وسلم أن الشياطين رميت وقذفت بالشهب من السماء، وحُجب عنها خبر السماء كما ذكر بعض العلماء، لكن المشهور والمحفوظ أن قَذف الشياطين بالشهب عند مبعثه صلى الله عليه وسلم.
ومنها أن إبليس حُجب عن خبر السماء فصاح ورنَّ رَنَّةً عظيمةً كما رنَّ حين لُعن، وحين أخرج من الجنة، وحين وُلد النبي صلى الله عليه وسلم، وحين نزلت الفاتحة. (  ذكر ذلك الحافظ العراقي في المورد الهني عن بقي بن مَخْلَد. )
ـ نشأته:
نشأ عليه الصلاة والسلام بمكة يتيماً يكفله جده عبد المطلب وبعده عمه أبو طالب ، وطهره الله من دنس الجاهلية ومن كل عيب ، ومنحه كل خلق جميل ، حتى لم يكن يعرف بين قومه إلا بالأمين ، لِمَا شاهدوا من أمانته وصدق حديثه وطهارته .
ـ سفره لبُصرى:
لما بلغ من العمر اثنتي عشرة سنة خرج مع عمه أبي طالب إلى الشام حتى بلغ بُصرى ، فرآه بحيرا الراهب النصراني ، ولما رأى عليه مخايل النبوة سأل أبا طالب أن يرجع به إلى مكة خوفاً عليه من اليهود الذين كانوا بالشام .
كان النبي (صلى الله عليه وسلم) قد جمع في نشأته خير ما في طبقات الناس من ميزات، وكان طرازًا رفيعًا من الفكر الصائب، والنظر السديد، ونال حظًا وافرًا من حسن الفطنة وأصالة الفكرة وسداد الوسيلة والهدف، وكان يستعين بصمته الطويل على طول التأمل وإدمان الفكر، وطالع بعقله الخصب وفطرته الصافية صحائف الحياة وشئون الناس وأحوال الجماعات، فنأى عن الخرافات والأباطيل، ثم عاشر الناس على بصيرة من أمره وأمرهم، فما وجد حسنًا شارك فيه وإلا عاد إلى عزلته العتيدة، فكان لا يشرب الخمر، ولا يأكل مما ذبح على النصب، ولا يحضر للأوثان عيدًا ولا احتفالاً، بل كان من أول نشأته نافراً من هذه المعبودات الباطلة، حتى لم يكن شيء أبغض إليه منها، وحتى كان لا يصبر على سماع الحلف باللات والعُزَّى‏.‏
ـ لم تُرَ له عورة :
روى البخاري عن جابر بن عبد الله قال‏:‏ لما بنيت الكعبة ذهب النبي (صلى الله عليه وسلم) وعباس ينقلان الحجارة، فقال عباس للنبي (صلى الله عليه وسلم)‏:‏ اجعل إزارك على رقبتك يقيقك من الحجارة، فخر إلى الأرض وطمحت عيناه إلى السماء ثم أفاق، فقال‏:‏ ‏(‏إزاري، إزاري‏)‏ فشد عليه إزاره‏.‏ وفي رواية‏:‏ فما رؤيت له عورة بعد ذلك‏.
ـ خلوته في غار حراء:
ذكر ابن إسحاق عن وهب بن كيسان عن عُبيد بن عُمير قال : كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يجاور في حراء من كل سنة شهراً من السنة ، يطعم من جاء من المساكين ، حتى إذا كان الشهر الآخر الذي أراد الله عز وجل به ما أراد من كرامته من السنة التي بعثه فيها وذلك الشهر شهر رمضان ، خرج إلى حراء كما كان يخرج لجواره ومعه أهله ، حتى اذا كانت الليلة التي أكرمه الله عز وجل فيها برسالته ورحم العباد به جاءه جبريل بأمر الله تعالى .
ـ حياة السعي والعمل:
في الخامسة والعشرين من العمر الشريف خرج النبي (صلى الله عليه وسلم) تاجرًا إلى الشام في مال خديجة رضي الله عنها. قال ابن إسحاق‏:‏ كانت خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة ذات شرف ومال، تستأجر الرجال في مالها، وتضاربهم إياه بشيء تجعله لهم، وكانت قريش قومًا تجارًا، فلما بلغها عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما بلغها من صدق حديثه، وعظم أمانته وكرم أخلاقه بعثت إليه، فعرضت عليه أن يخرج في مال لها إلى الشام تاجرًا، وتعطيه أفضل ما كانت تعطى غيره من التجار، مع غلام لها يقال له‏:‏ ميسرة، فقبله رسول الله (صلى الله عليه وسلم) منها، وخرج في مالها ذلك، وخرج معه غلامها ميسرة حتى قدم الشام‏.‏
لما بلغ المصطفى (صلى الله عليه وسلم) خمساً وعشرين سنة تزوج خديجة بنت خويلد والتي كانت تكبره بخمس عشرة سنة ، وكان ذلك برغبة منها لما رأت من أخلاقه عليه الصلاة والسلام وشمائله الكريمة ما لم تره عند غيره ، مع أنه (صلى الله عليه وسلم) كان محط آمال فتيات قريش وساداتها ، كلٌ يُرجِّي مصاهرته ويطمع بها .
ـ بناء الكعبة وقضية التحكيم :
عندما كان عمر النبي (صلى الله عليه وسلم) خمسةً وثلاثين عاماً أعادت قريش ببناء الكعبة؛ وذلك لأن الكعبة كانت قد تصدعت جدرانها، بسبب سيل عرم انحدر إلى البيت الحرام، فأوشكت الكعبة منه على الانهيار، فاضطرت قريش إلى تجديد بنائها حرصًا على مكانتها، واتفقوا على ألا يدخلوا في بنائها إلا طيبًا، فلا يدخلون فيها مهر بغى ولا بيع ربًا ولا مظلمة أحد من الناس، وكانوا يهابون هدمها، فابتدأ بها الوليد بن المغيرة المخزومى، فأخذ المعول وقال‏:‏ اللهم لا نريد إلا الخير، ثم هدم ناحية الركنين، ولما لم يصبه شيء تبعه الناس في الهدم في اليوم الثاني، ولم يزالوا في الهدم حتى وصلوا إلى قواعد إبراهيم، ثم أرادوا الأخذ في البناء فجزأوا الكعبة، وخصصوا لكل قبيلة جزءًا منها‏.‏
فجمعت كل قبيلة حجارة على حدة، وأخذوا يبنونها‏.‏ ولما بلغ البنيان موضع الحجر الأسود اختلفوا فيمن يمتاز بشرف وضعه في مكانه، واستمر النزاع أياماً، واشتد حتى كاد يتحول إلى حرب ضروس في أرض الحرم، إلا أن أبا أمية بن المغيرة المخزومى عرض عليهم أن يحكموا فيما شجر بينهم أول داخل عليهم من باب المسجد فارتضوه، وشاء الله أن يكون ذلك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، فلما رأوه هتفوا‏:‏ هذا الأمين، رضيناه، هذا محمد.
فلما انتهى إليهم، وأخبروه الخبر طلب رداء فوضع الحجر وسطه وطلب من رؤساء القبائل المتنازعين أن يمسكوا جميعًا بأطراف الرداء، وأمرهم أن يرفعوه، حتى إذا أوصلوه إلى موضعه أخذه بيده فوضعه في مكانه، وهذا حل حصيف رضي به القوم‏.
وقصرت بقريش النفقة الطيبة فأخرجوا من الجهة الشمالية نحوا من ستة أذرع، وهي التي تسمى بالحجر والحطيم، ورفعوا بابها من الأرض؛ لئلا يدخلها إلا من أرادوا، ولما بلغ البناء خمسة عشر ذراعًا سقفوه على ستة أعمدة‏.‏ وصارت الكعبة بعد انتهائها ذات شكل مربع تقريبًا.
ـ من أخلاقه الشريفة:
كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يمتاز في قومه بخلال عذبة وأخلاق فاضلة، وشمائل كريمة، فكان أفضل قومه مروءة، وأحسنهم خلقًا، وأعزهم جوارًا، وأعظمهم حلمًا، وأصدقهم حديثًا، وألينهم عَرِيكة، وأعفهم نفسًا وأكرمهم خيرًا، وأبرهم عملًا، وأوفاهم عهدًا، وآمنهم أمانة حتى سماه قومه‏:‏ ‏‏الأمين‏‏ لما جمع فيه من الأحوال الصالحة والخصال المرضية.
ومن أخلاقه الشريفة أنه (صلى الله عليه وسلم) أجود بني آدم على الإطلاق كما أنه أفضلهم وأعلمهم وأشجعهم وأكملهم في جميع الأوصاف الحميدة. وكان جوده بجميع أنواع الجود: من بذل العلم والمال ، وبذل نفسه لله تعالى في إظهار دينه وهداية عباده وإيصال النفع إليهم بكل طريق من إطعام جائعهم ووعظ جاهلهم وقضاء حوائجهم ، وتحمل أثقالهم ، ولم يزل (صلى الله عليه وسلم) على هذه الخصال الحميدة منذ نشأ ، ولهذا قالت له خديجة في أول مبعثه: والله لا يخزيك الله أبداً إنك لتصل الرحم ، وتقري الضيف ، وتحمل الكل وتكسب المعدوم ، وتعين على نوائب الحق . ثم تزايدت هذه الخصال فيه بعد البعثة و تضاعفت أضعافاً كثيرة . ‏‏

0 التعليقات:

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More