..

خوفو و السحرة

في فترة حكم الملك خوفو في عصر الدولة القديمة ، حدث أن أصيب الفرعون باكتئاب شديد و حالة من الملل لم يجد معها نفعاً أي محاولات للترفيه عنه. و لذلك قرر أبناؤه الثلاثة أن يقصوا عليه قصص حتي يذهبوا هذا الغم عن نفسه..
و كانت قصة زوجة الكاهن من تلك القصص.. دعونا نسرد القصة و نتخيل ما يمكن أن نتعلمه عن مصر القديمة من قصة قصيرة ..
ذهب الكاهن إلي زوجته يبلغها أنه عليه الذهاب إلي عمله اليومي في المعبد، و سوف يعود في الصباح كعادته . طبع الكاهن قبلة علي جبهتها و احتضنها و تمني لها نوماً هنيئاً ، ثم غادر المنزل علي أن يعود في صباح اليوم التالي .
عند عودته من العمل استوقفه أحد الخدم ليبلغه بما حدث بالأمس؛ سيدي بعد ذهابك للمعبد بالأمس أتي إلي المنزل شخص غريب لا أعرفه ، طرق الغريب الباب ففتحت زوجتك و أدخلته المنزل و قد أغلق الباب من خلفهما …
استطرد الخادم و قال أنه ظل في مكانه في حديقة المنزل يتابع ما سوف يحدث.. و بعد فترة من الزمن ليست بالقصيرة ، انفتح الباب و خرجت الزوجة منه يتبعها الغريب … كان الزوج الكاهن يستمع لما يقوله الخادم و هو لا يصدق كلمة و لكنه لم يستطع أن يمنع نفسه من الشك في سلوك زوجته .. سأل الخادم و ماذا بعد؟
قال الخادم أنه رآهما يتجهان إلي الحديقة حيث غابا عن عينيه في ظلام الليل ، ثم أضاف الخادم مفسراً ؛ أنه ربما ذهبا ليغتسلا أو ما شابهه ..ثم عادت الزوجة للمنزل في حين رحل الغريب من حيث ما أتي.
صرخ الزوج في وجه الخادم و نهره بشدة و أنكر ما قاله بل و تمادي في الدفاع عن الزوجة بكلام لا معني له و لكن لكي يداري خجله من الموقف محاولاً محاولة يائسة إنقاذ كرامته ..
في المساء من اليوم التالي ذهب الكاهن مرة أخري إلي الزوجة يبلغها بميعاد ذهابه اليومي للعمل ، طبع قبلة علي خدها و أبلغها بذهابه للعمل و أنه سوف يعد الساعات حتي يراها في صباح اليوم التالي و تمني لها ليلة سعيدة و نوماً هانئاً ثم إنصرف.
لم يذهب الكاهن لعمله كالمعتاد كل ليلة و لكنه اختبأ في ركن مظلم من الحديقة انتظاراً لما سوف يحدث.. يا للهول ماذا يري؟ لا يصدق عينيه … ما يحدث أمامه الآن هو ما قاله الخادم عن ليلة أمس ..  لم يكن متأكداً إذا ما كان الشخص الغريب هو نفس الشخص من الليلة الماضية أم لا؟!!!
لم يكن ذلك ما يهمهه في واقع الأمر بالطبع .. فلقد ثبتت خيانة الزوجة و لا يهمه إذا كان هو نفس الشخص أم لا..
كانت صدمة الزوج المخدوع صدمة رهيبة ، أخذ عقله يفكر و يبحث، أمضي الليل كله في خطواته المقبلة ، عاد في الصباح إلي المنزل و قد عزم أمره..
في مساء ذلك اليوم ذهب إلي زوجته كالعادة يبلغها بذهابه للعمل ، طبع علي شفتيها قبلة طويلة و احتضنها بشدة و قال لها أنه يحبها من أعماق قلبه و لا يطيق الحياة بدونها و أنه لايريد الذهاب إلي العمل الذي يمنعه من قضاء الوقت معها و الاستمتاع سوياً .. غاصت هي في أحضانه ، دفنت رأسها في صدره نظرت إليه بعينين يملؤهما الحب و الهيام و قالت له مشجعة .. فلتذهب إلي عملك يا حبيبي و سوف ننعم ببعض عند عودتك و طبعت قبلة علي شفتيه و أوصلته لباب المنزل و لوحت له بيديها و هو يهبط الدرج متجهاً لخارج الحديقة ..
انتظر الزوج أن تغلق الزوجة الباب ثم انطلق إلي مخبأه في الحديقة ينتظر .. و لكن في هذه المرة كان يخبىء في طيات ملابسه تمثال صغير لتمساح مصنوع من الشمع ..
انتظر الزوج خروج الزوجة الخائنة و عشيقها و تبعهم إلي مكان الاستحمام في قلب الحديقة ثم وضع تمثال التمساح علي الأرض و ألقي عليه بعض التعاويذ السحرية فتحول التمثال الصغير إلي تمساح رهيب هاجم الزوجة و العشيق و التهمهما.
كانت تلك هي نهاية القصة التي رواها أحد أبناء الملك خوفو .. فماذا يمكن أن نتعلم عن الحياة في مصر القديمة من قصة مثل تلك القصة ؟

0 التعليقات:

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More